الحثّ على الدّعاء
جعل الله سبحانه وتعالى لنا بابًا مفتوحًا نطرقه في كل أوقتنا وكل حالاتنا، هذا الباب هو الدُّعاء، وهو من صُلب العبادة التي أمرنا الله بها وحثّنا عليها، في كلتي حالتي العبد؛ الرَّخاء والشِّدَّة، قال سيّدنا النبي صلى الله عليه وسلّم: (الدّعاء هو العبادة) سنن الترمذي، رقم: 3372. وقال الله تعالى في القرآن الكريم: (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) سورة غافر، 60. وكما قال العُلماء، فليس بعد تلاوة كتاب الله عز وجل عبادة تؤدَّى بالِّلسان أفضل من ذكر الله تعالى ورفع الحاجات بالأدعية الخالصة إلى الله تعالى.(1) كما يجب على المسلم ألا يترك الدّعاء في حالة الرخاء كما يفعل كثيرُ من النّاس، يدعون الله عند الشِّدة وينسونه عند الرخاء، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (تعرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يعرِفكَ في الشِّدَّةِ) جامع العلوم والحِكم، ابن رجب، 1/459، وقال عنه: حسن جيّد.
الحثّ على طلب العلم
حثّنا الإسلام على طلب العِلم بشكلٍ عام، بل جعله من أفرض الفرائض على الأمّة الإسلامية ككل، وعلى كل فرد بخصوصه، فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ) صحيح الجامع، الألباني، 3914، كما يجب أن يحرص المسلم على العلم النافع وترك العلم الضّار والذي لا ينفع، قال الرسول صلى الله عليه وسلّم: (احرِص على ما ينفعُكَ) صحيح مسلم، 2664.
أدعية الامتحان
لم يرد عن سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم أيّة أدعية مخصوصة تُقال عند الامتحانات، وكل ما ذُكر من أدعية بهذا الخصوص ولهذه الغاية إمّا أن تكونَ مما ورد عن النّبي صلى الله عليه وسلّم من أدعية عامّة تُقال عند الشّدة والبلاء، وإمّا أن تكون هذه الأدعية من قول أحد الصّالحين أو العلماء، فأمّا ما ورد عن النّبي صلى الله عليه وسلّم فهو الأفضل والأكمل، ويمكن الدعاء بها في كل أوقات المسلم التي يمرّ بها في شدّة وكرب وضيق ومن ذلك الامتحانات، ولا تخصيص في مكان أو زمان أو هئية. ولا بأس أيضًا بأن يدعو المسلم بأي صيغة يريد، أو أي صيغة ترد عن عالِم أو صالح، فالأمر مفتوح، لكن يجب على المسلم ألا يعتقد أنّ هذه الأدعية المذكورة والتي تُقال بالعادة عند الامتحانات هي من الشرع أو من السّنّة، وقد ورد عن عدد من العلماء (أمثال ابن القيم وابن تيمية) أنّهم دعوا بأدعية معيّنة في أحوال وأزمنة معيّنة.(2)
أدعية واردة في تفريج الكرب
من الأدعية الصحيحة الواردة عن النّبي محمّد صلى الله عليه وسلّم والتي يصلح أن تُقال عند الامتحانات بحكم أنّها من الشدائد التي يمرّ بها المسلم:
- يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث سنن الترمذي، 3524.
- اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً صحيح ابن حبان، 3/255، صححه الألباني.
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له) سنن الترمذي، 3505.
- اللهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من الهَمِّ والحَزَنِ، وأعوذُ بِكَ من العَجْزِ والكَسَلِ، وأعوذُ بِكَ من الجُبْنِ والبُخْلِ، وأعُوذُ بِكَ من غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالسنن أبي داود، 1555.
أدعية تُقال للامتحانات
ما يلي هو مما يُقال بالعادة، وبحكم التجربة عن أدعية عامّة تُقال عند الامتحانات، وهي لم ترد بذلك الخصوص عن النّبي صلى الله عليه وسلم:
ما قبل الامتحان
اللهم يا معلّم موسى علّمني، ويا مفهم سليمان فهّمني، ويا مؤتي لقمان الحكمة وفصل الخطاب آتني الحكمة وفصل الخطاب، اللهم اجعل ألستنا عامرة بذكرك، وقلوبنا بخشيتك، وأسرارنا بطاعتك، إنك على كل شيء قدير، حسبنا الله ونعم الوكيل.
عند التوجّه إلى الامتحان
اللهم إني توكلت عليك وفوضت أمري إليك لا ملجأ ولا منجى إلا إليك.
عند دخول قاعة الامتحانات
- ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً.
- ربّ اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، بسم الله الفتّاح، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً يا أرحم الراحمين.
- اللهم افتح عليَّ فتوح عبادك العارفين، اللهم انقلني من حولي وقوتي وحفظي إلى حولك وقوتك وحفظك، اللهم اجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً.
أثناء الامتحان
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، يا حي، يا قيوم برحمتك استغيث، ربّ إنّي مسّني الضر وأنت أرحم الراحمين.
- ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقه قولي.
- بسم الله الفتاح، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً.
عند تعسر الامتحان
- اللهمّ يا جامع الناس إلى يومٍ لا ريب فيه ردّ إليّ حاجتي وأنت أرحم الراحمين.
- اللهم افتح علينا بسيدنا محمد ما أُغلِق علينا، اللهم صلّ صلاة كاملة وسلّم سلامًا تامًّا على سيّدنا محمّد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.
عند نهاية الإجابة
الحمد الله الّذي هدانا لهذا، وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله ربّ العالمين.
لسرعة الحفظ والفهم
- اللهم لك الحمد يا من علم الأنبياء والمرسلين، اللهم لك الحمد يا من علّم الملائكة المقربين، اللهم لك الحمد يا من علم العلماء العاملين، اللهم لك الحمد يا من علّم الأولياء والصالحين، اللهم يا مؤنس كل وحيد ويا صاحب كل فريد ويا قريباً غير بعيد ويا شاهداً غير غائب ويا غالباً غير مغلوب صلِ على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأميّ وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.
- اللهم يا من قلت وقولك الحق (وعلمناه من لدنا علماً)، ارزقني من لدنك علماً يقربني إليك، اللهم يا من قلت وقولك الحق (واتقوا الله ويعلمكم الله) اجعلني من عبادك المتقين وعلمني ما ينفعني وانفعني بما علمتني وزدني علماً وعملاً وفقهاً وإخلاصاً في الدين.
- اللهمّ إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ حكمك عدلٌ فيَّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تفتح عليَّ فتوح العارفين بحكمتك وأن تنشر عليَّ من خزائن رحمتك وذكرني من العلم ما نسيت يا فتاح يا عليم يا خبير يا حكيم يا ذا الجلال والإكرام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عدد كل حرف كُتِبَ ويُكتَبُ إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.
- اللهم نور بالكتاب بصري، واشرح به صدري، وأسرع به فهمي، وقوّي به عزمي بحولك وقوتك فإنه لا حول ولا قوة إلا بك بحق وبحرمة (ألم نشرح لك صدرك) وبحق وبحرمة (ربِّ اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي).
- اللهم أخرجني من ظلمات الوهم وأكرمني بنور الفهم وافتح عليَّ بمعرفة العلم وحسن أخلاقي بالحلم، وحبب إلى قلبي وعقلي ونفسي وكل جوارحي القراءة والدراسة والتعلم والمطالعة، اللهم ألهمني علماً أعرف به أوامرك وأجتنب به نواهيك، وارزقني بلاغة فهم النبيين وفصاحة حفظ المرسلين، وسرعة إلهام الملائكة المقرّبين، وعلّمني أسرار حكمتك يا حي يا قيوم يا ربَّ موسى وهارون ونوح وإبراهيم وعيسى ومحمدِ صلى الله عليه وسلم.
- اللهمّ أكرمني بجودة الحفظ وسرعة الفهم وثبات العقل والذهن والذاكرة بحق قولك بسم الله |الرحمن الرحيم (الرحمن علّم القرآن خلق الإنسان علمه البيان الشمس والقمر بحسبان) وبحق قولك (إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إنّ علينا بيانه) وبحق (اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) وبحق (سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى) وبحق (ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكماً وعلماً).
- اللهم إنّي استودعك ما علمتني فاحفظه لي في عقلي وذهني وقلبي بحق (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، فاردده إلي عند حاجتي إليه، ولا تنسيني إياه يا عليم يا حفيظ فالله خيرٌ حافظٍ وهو أرحم الراحمين.
- اللهمّ إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم حاجتي، فأعطني سؤالي، واغفر لي ذنبي يا من يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور استغفرك وأتوب إليك وألجأ إليك وأتوكّل عليك حسبي الله ونعم الوكيل، وصلى الله على سيّدنا محمد طب القلوب ودوائها، وعافية الأبدان، وشفائها ونور الأبصار وضيائها، وقوت العقول وغذائها، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
مصادر (1) إحياء علوم الدّين، أبو حامد الغزالي، ج1، ص294، دار المعرفة. (2) بتصرّف من موقع إسلام ويب: دعاء الله تعالى عند المذاكرة والامتحان، تاريخ 16-2-2006.